Questions/Comments

Please direct all questions, comments and concerns to Nishra_Kooma@Yahoo.com

Saturday, October 04, 2008

الاكراد وراء الغاء مقاعد الاقليات...الاشوريون من سيمكو شيكاكي الى جلال طالباني

كتابات - جرجيس جبران

كان رئيس مجلس النواب محمود المشهداني مشكورا، واضحا وصريحا في مقابلة مع قناة عشتار السريانية، حيث حدد كتلة التحالف الكردي وشخص رئيس الجمهورية جلال طالباني وراء الغاء المقاعد المخصصة للقوميات والمكونات الصغيرة من الآشوريين المسيحيين والصابئة واليزيديين والشبك.

وحسب تصريح النائب التركماني عباس البياتي من كتلة الائتلاف الشيعي، فقد عزى الغاء المادة 50 من قانون مجالس المحافظات الى قيام نائب يزيدي من الكتلة الكردية في اخر لحظة قبل التصويت بطلب شطب اليزيديين من المقاعد المخصصة لهم بذريعة انهم اكراد ولا يحتاجون اليها، دون ان يقدم طلبه الى اللجان المختصة طيلة الفترة السابقة من المناقشات والبحث. ومن الواضح ان هذا السيناريو قد اعد بعناية فائقة حيث لا يوجد متسع من الوقت لمناقشة تعديلات القانون الذي اخذ وقتا وجدلا كبيرا في ما يخص المادة 24 منه والخاصة بكركوك والاتفاق بعد جهود ماراثونية على صيغة توافقية، والكل كان يريد التصويت واسدال الستار على الخلاف العميق الذي استمر طويلا. وبهذا الطرح من النائب اليزيدي ضرب الاكراد ضربة شاطر للتخلص من المقاعد المخصصة للقوميات الصغيرة دون ان يكونوا في الواجهة معترضين عليه ولكنهم وان كانوا قد عملوا على تحقيق هذا الهدف من وراء الستار، الا انهم لم يستطيعوا اخفاء موقفهم الحقيقي وليس المعلن ليل نهار عن ديمقراطيتهم مع القوميات الصغيرة، وذلك بتصويتهم بالإجماع مع الإلغاء الى جانب الائتلاف الشيعي عدا حزب الفضيلة المساند وعدد من النواب من الكتل الاخرى. اما النواب الذين صوتوا الى جانب الالغاء وعادوا في تصريحات اعلامية يبدون مساندتهم للقوميات الصغيرة، فانه من العار عليهم ان يعتبروا انفسهم ممثلين للشعب وهم يمارسون الازدواجية والانتهازية الرخيصة. وهذا ينطبق على ممثل الامم المتحدة ستيفان دي مستورا الذي كان صاحب اقتراح الالغاء وبعدها يتباكى على القوميات الصغيرة ويتعهد بالعمل مع مفوضية الانتخابات لمعالجة ذلك، وبهذا يكون هو الاخر ينفذ أجندة الاكراد الموالي لهم، لان صلاحية مفوضية الانتخابات مقيدة بقانون البرلمان، وهذا يعني ضم اشخاص من هذه القوميات الى القوائم الانتخابية للاحزاب والكتل الكبيرة، وبهذا يتحقق الهدف المرسوم في الغاء ارادة هذه القوميات وصهرها في بوتقة القوميات والطوائف والكيانات الكبيرة، وهذا ما اراده دي مستورا بالتحديد.

ان نقض رئيس الجمهورية جلال طالباني للمادة 50 الخاصة بمقاعد الاقليات، الى جانب المادة 24 الخاصة بكركوك ، بالحجة الواهية في عدم وجود إحصائيات وانه يريد تحقيق العدالة والانصاف للأقليات، هي كلمة حق يراد بها باطل، لان العراق في وضعه الراهن خال من اية إحصاءات، ولو كانت متوفرة في كركوك لما كان كل هذا الصراع والمخاطر التي ينزلق اليها الوطن بسببها. فطالباني لم يختلف عن سيمكو شيكاكي في موقفه تجاه الاشوريين، والفرق ان الاسلوب قد اختلف من جريمة جنائية/ قومية، الى جريمة قانونية دستورية بالغاء المقاعد المخصصة للأقليات.

فلو كان اليزيديون والشبك اكراد حقا، لما تخوف عليهم القادة الاكراد سواء كان لهم مقاعد مخصصة ام لا، بل من الافضل ان تكون لهم مقاعدهم محجوزة سلفا وهذا فيه فائدة وزيادة مقاعد الاكراد. اما الصابئة الموجودين في الجنوب فان امرهم لا يهم الاكراد بالتاكيد. ومن هنا يظهر ان المقصود بالغاء المقاعد المخصصة للقوميات الصغيرة هم الكلدوآشوريين. وهذا الموقف الكردي ليس بالجديد، وانما يمتد الى ايام بدرخان بك القائد الكردي الذي ارتكب المجازر البشعة بحقهم اواسط القرن التاسع عشر طالت عشرات الالاف منهم وشهدها الاثاري الانكليزي هنري لايارد مكتشف مدينة نينوى واثاراها، ودونها في كتبه التي الفها آنذاك. وعشرات الآلاف من الآشوريين المسيحيين واليزيديين راحوا ضحايا ميرا كور الراوندوزي في القرن التاسع عشر ايضا، وكلي علي بك شاهد على ذلك حين جلب ميراكور الكردي لامير اليزيدية اسيرا من سنجار الى راوندوز ولكن البعض وشوش في اذن ميراكور أي الامير الاعور، ان هذا اليزيدي سيدنس راوندوز لانه من عبدة الشيطان فقتله الاعور قبل الوصول الى هناك في الوادي الشهير الذي اخذ اسم امير اليزيدية وعرف منذ ذلك الحين حتى الان بكلي علي بك وشلال علي بك حيث دفن هناك شاهدا ودليلا على الوحشية التي راح ضحيتها عشرات الالاف بينهم كهنة ورهبان كثيرون وحرق الكنائس والاديرة وتاريخ العديد منها الذي اعيد بناءها يذكر هذه الوقائع المفجعة في الوثائق المحفوظة في تلك الاديرة. اما في بدايات القرن العشرين فان الفرسان الحميدية الكردية الخالصة قد دبرت ونفذت مذابح يندى لها جبين الانسانية تحت غطاء رغبة السلطنة العثمانية المتخلفة، وخاصة اثناء الحرب العالمية الاولى، ويشهد على ذلك الكثير من المؤرخين والسياسيين والدبلوماسيين، والقنصل الروسي في مدينة اورميا السيد نيكتين يقدر عدد الآشوريين المسيحيين الذين راحوا ضحية هذه المذابح بسبعمائة الف انسان برئ.

وتحت ركام كل هذا، برز الآشوريون مرة اخرى على مسرح الاحداث خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها، مطالبين بحقوقهم تحت قيادة مار بنيامين شمعون الذي أراد مد يده الى الاكراد للتعاون والصداقة وزار القائد الكردي سمكو شيكاكي لهذه الغاية، ولكن سمكو غدر بمار بنيامين غدر الجبناء وقتله وعدد كبير من مرافقيه وهو في ضيافته وفي بيته، مما اعاد القتال مرة اخرى بين الاكراد والآشوريين تحت قيادة اغا بطرس ايليا في الوقت الذي كان الآشوريون بين كماشة الاتراك والايرانين ودخلو 14 معركة متتالية خرجوا منها مثقلين بالجراح ولكنهم واقفين على اقدامهم. الجدير بالاشارة اليه ان جلال طالباني في احدى كتبه التي كتبها ايام النضال، ادان غدر سيمكو شيكاكي ضد ماربنيامين شمعون ووصفه باردء النعوت، فيما الان كتب التاريخ الكردي التي تدرس حاليا في مدارس الاقليم الحاصل على الحكم الذاتي منذ عام 1991، تعتبر سيمكو شيكاكي بطلا ويُجبر التلاميذ من ابناء الآشوريين على قراءة وتعلم ذلك، ولم تنفع اعتراضاتهم العديدة. فالكلام غير المطابق مع الافعال تكشف المعدن الحقيقي، فعصابات جلال طالباني قتلت عام 1996 اثنان من الآشوريين واحدهم بيرس صليو مناضل صنديد معروف، وطالباني ليس فقط لم يقدم القتلة للعدالة بل عمد الى إخفاءهم وابعادهم الى منطقة أخرى. والذين قتلوا في السنوات الاخيرة من الاشوريين عديدون، والقتلى طليقون ومعززون ومنهم قاتل فرنسيس شابو عضو برلمان الاقليم على يد وحيد كوفلي من جماعة برزاني، واخيقار من قرية كونداكوسا وقاتله من قرية مجاورة، وهيلين ساوا بايعاز من القيادي عزالدين برواري، وادور خوشابا الذي قتل بطريقة وحشية بالفؤوس على يد جماعة فرزنده زيباري وبإيعاز منه، ولازار وابنه في شقلاوا والقتلة معروفين، وغيرهم وغيرهم الكثيرين.

فطالباني لم يختلف عن سيمكو شيكاكي في موقفه تجاه الاشوريين، والفرق ان الاسلوب قد اختلف من جريمة جنائية/ قومية سياسية الى جريمة قانونية دستورية بالغاء المقاعد المخصصة للقوميات الصغيرة. فهل يسير التاريخ الكردي الآشوري على المنوال نفسه منذ قرنين ولايزال في ظل سلطة الادارة الكردية من القتل وابتلاع الاراضي والقرى الآشورية، والمستمر في ظل ما يسمى العراق الجديد وتحت انظار الاحتلال الأمريكي والأمم المتحدة، سيما وانه اخذ يمتد ويتوسع نحو سهل نينوى؟؟!!!

No comments: