Questions/Comments

Please direct all questions, comments and concerns to Nishra_Kooma@Yahoo.com

Tuesday, March 18, 2008

من وكيف ولماذا اختطف واغتال المطران الشهيد فرج رحّـو؟



كتابات - ميخائيل دينو شكوانا



انه المسيحي العراقي الغيور على مسيحيته وعراقيته, انه رجل الدين المسيحي الاقرب الى شيوخ العشائر العربية في محافظة نينوى, والى خطباء الجوامع وائمة المساجد, والاقرب الى رجال الدين والفكر الاسلامي والاكثر غيرة على عراقية الموصل المتآخية, والاكثر احتراما ووقارا عند الدّ المتطرفين, بل ويكاد يكون الوحيد بين اقرانه من الكهنة الذي لم ينجس جيبه بالاوراق الخضراء لقاء التخلي عن مبادئه وارائه وثباته ازاء القضايا المتعلقة بمصير ووحدة الشعب العراقي عموما وشعبنا الكلدواشوري السرياني خصوصا. اذن, فان الذي اختطف واغتال الشهيد الاسقف هم مجموعة من القتلة الماجورين الذين يعملون لجهات تكره وتحتقر كل ماهو عراقي وتحارب أي تقارب مسيحي اسلامي (خصوصا في الموصل) وتدق اسفين الفرقة بين العشائر العربية وبين ابناء شعبنا في سهل نينوى وتعمل ليل نهار لكبت الاصوات التي تدعو الى التلاحم الاخوي والاجتماعي الوطني بين كافة ابناء العراق دون تمييز بسبب العرق او الدين او اللغة ولان صوت الشهيد كان اعلى تلك الاصوات واكثرها تاثيرا بسبب عنوانه الكنسي وثقله الوقاري فلم يكن من الثعالب المتربصة الاّ ان تغتال شهيد التسامح بالكيد والخديعة والمكر.



ففي مساء 29 شباط وبعد انتهاء طقوس درب الصليب في الكنيسة, غادر الشهيد متوجها الى بيته برفقة الشهداء الثلاثة (السائق والحارس واحد المرافقين) حيث اعترضت سيارته مجموعة مسلحة من 6-8 اشخاص من الملثمين يستقلون سيارتين احداها من نوع مازدا رصاصية اللون والاخرى لم يتم التعرف الى تفاصيلها اكثر من انها ذات لون اسود كونها كانت تقف على مسافة 50-75 متر, وما ان اجبر القتلة المطران ومرافقيه الثلاث على الترجل من سيارتهم حتى بادر المجرمون بقتل المرافق والحارس وكذلك السائق البطل الذي حاول الدفاع عن المطران والاخرين, فادى ذلك الى مقتل الثلاثة واصابة المطران في جنبه وعنقه, حيث شوهد وهو يبكي ويصرخ ويلطم على وجهه حزنا على قتل المرافقين الابرياء, وبينما كان المطران المصاب يُسحل الى سيارة القتلة كان احد المرتزقة مشغولا بفك اصابع احد الشهداء عن حقيبة لم تكن تضم سوى كتب التراتيل الكنسية فصاح به القاتل الاخر (Pela,,Pela ) وهي تعني بالكردية (اتركه) ومضوا. وبالرغم من ان المطران كان قد فارق الحياة في يوم 2 او 3 من الشهر الجاري متاثرا بجراحه حسب تقرير الطب العدلي, الا ان المفاوضين كانوا حذقين في مسالة اصرارهم على التحدث الى المطران في مقابل استمرار المفاوضات لدفع الفدية المطلوبة وهي 1,000,000 مليون دولار امريكي. الامر الذي دفع بالمجرمين الى دفن الجثة في حي الانتصار جنوبي الموصل بعد ان ياسوا من محاولة المفاوضين.



ان الذين اغتالوا المطران الشهيد ورفاقه هم نفسهم الذين اغتالوا الاب الشهيد رغيد ورفاقه من قبل, وهم نفسهم الذين اعتقلوا الكاتب الاشوري جوني خوشابا ((وبالتهديد)) وليس كما قيل ((بالتعهد)) منع من نشر افكاره وفضح مؤامرات الخونة, وهم نفسهم الذين فجروا محلة الزنجيلي في الموصل, وهنا نتساءل! من يملك جرأة الخطف والقتل في حي سكني (يقع في الجانب الايسر من مدينة الموصل) وعلى مقربة 150 متر تقريبا من مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني!! في وقت استنكرت وتبرأت من مسؤولية هذه الاعمال البربرية كل الحركات الوطنية والدينية مثل هيئة علماء المسلمين وما يسمى بدولة العراق الاسلامية!! ان كل المعطيات تشير الى ان الميلشيات الكردية هي التي تقوم بعمليات الخطف والقتل والابتزاز في مركز محافظة نينوى وتستهدف المسيحيين بالذات من اجل اركاعهم وترهيبهم واخيرا لاجبارهم على دعم المشروع الكردي لضم سهل نينوى الى اقليمهم المزعوم, ويذكر ان الشهيد المطران وقف بكل قوة ضد هذا المشروع المشبوه وطالما دعا في القداديس الى نبذه ورفضه الى ان تمت (دعوته) من قبل حامل لواء تكريد سهل نينوى السيد سركيس اغا جان لينقل له (وعيد) سيده نجرفان البرزاني اذا ما استمر المطران في رفضه لما يسمى بمشروع الحكم الذاتي وسلخ سهل نينوى عن محيطه الكلدواشوري السرياني والعراقي الاصيل, خصوصا بعد ان رفض الشهيد الهدايا (الرشاوى) المالية الطائلة التي عرضها عليه اغا جان بعد ان قبلها كل من ينادي بتكريد سهل نينوى من سياسيين ورجال دين ومرتشين وغيرهم.



يكذب وينافق وفي نفس الوقت يعرف كل الحقيقة كل من يدعي بتبراة المرتزقة الاكراد مما يجري بحق شعبنا من اعمال القتل والتهجير والخطف, واغلبهم فضل خيار ملأ الجيوب على خيار التهديد في مقابل التغني بمشروع الحكم الذاتي المشبوه او السكوت المهين وهو اضعف الايمان, لا اخفي انني احيانا اقول اننا نستحق ما يجري بحقنا, وانه لن يحل علينا السلام الحقيقي طالما استمر رجال الدين بالتحول من خادم للرب الكبير الى مقاول لسركيس الصغير, وطالما بقي وزيرنا السياحي يحيي الحجارة الميتة ويميت الروح الحية, وطالما يستمر ابناء العوائل المعروفة ببيع تاريخ ابائهم من اجل (مونيكا) ومنصب في المجلس الشعبي القطاري لصاحبه اغا جان وشركائه.



ولكن,, دماء الشرفاء عزيزة وغالية, وارواحهم هدى منيرة, وشعبنا الكلدواشوري هو شعب عراقي ابي واصيل في ارضه, وسيبقى مثالا للتضحية من اجل غد خالٍ من براثن الخونة وعفونة المرتشين وبائعي الامة. وستبقى روح شهيد التسامح المطران بولص فرج رحو صارخة بوجه كل من يقبل بالمشروع المشبوه

No comments: