Questions/Comments

Please direct all questions, comments and concerns to Nishra_Kooma@Yahoo.com

Saturday, March 22, 2008

الفن الكلداني السرياني الأشوري ليس للبيع



كتابات - وسام ك . توما



في نهاية العقد السادس وبداية العقد السابع من القرن المنصرم وعندما كنا طلاب في جامعة بغداد كان لي صديق يدرس الفن في اكاديمية الفنون الجميلة / قسم الفنون التشكيلية ، وارتبطنا معه بعلاقات ثقافية واجتماعية وثيقة وبعد عدة لقاءات في مكتبات بغداد او في النادي الثقافي الأشوري ، وخلال الأحاديث الثقافية والفنية التي كانت تجري بيننا ، كان هذا الصديق يردد دائماً ويقول بأن ( الفنون هي اعلى مرحلة من مراحل السمو الابداعي وهي من ارقى ثمار الحضارة الانسانية ، وبها يقاس التطور الاجتماعي والحضاري والاخلاقي لجميع الأمم ) وكان يقول ايضاً : بأن اساتذته الكرام يصرون على تعلمنا بأن للفنون مدرستين فقط ، وهاتان المدرستان ذوا اتجاهين مختلفين لا يلتقيان في الشكل ولا في المضمون ، لأنهما مرتبطان بمرجعية فكرية وفلسفية مختلفة وهما :



اولاً - مدرسة الفن للفن : وهي مدرسة يدعي اصحابها ويؤمنون بأن هدف الفن هو من

اجل الفن فقط .

ثانياً – مدرسة الفن من اجل الشعب : وهي مدرسة يؤمن العاملين فيها بأن هدف الفن هو

من اجل خدمة المجتمع البشري من كافة النواحي الجمالية والفنية والحضارية

والاجتماعية والاخلاقية والسياسية .. الخ .



وبما أن المساحة الفكرية والثقافية والفنية عند قسم من فناني شعبنا الكلداني السرياني الأشوري هي بحجم وعيهم ، لذا فقد اكتشفوا اتجاه ثالث في حقول المدارس الفنية والذي يمكن لنا أن نطلق عليه اسم مدرسة ( الفن للبيع Art for sale ) وهو اتجاه جديد ظهر في ساحتنا الفنية والثقافية بعد احداث نيسان 2003 ، وحمل لواء هذا الاتجاه الجديد المغنيين جنان ساوا وجوني طليا ( التحصيل الفني والعلمي لكليهما شهادة الابتدائية ) حيث كان المغني الاول قد غنّى في التسعينات من القرن الماضي اغاني قومية هزّ فيها مشاعرنا ولمس بها احاسيسنا واحلامنا ، وكانت تلك الأغاني بحق امتداداً طبيعياً لموقف الفنان تجاه شعبه وأمته ، اما المغني الثاني فغنّى منذ البداية ( الأغنية الهابطة ) وتستطيع أن تشم منها رائحة الطائفية والعشائرية والمذهبية ، وكلاهما ( ساوا وطليا ) بعد اكتشفهما الاتجاه الثالث للفن ( الفن للبيع Art for sale ) ذهبا الى احدى القنوات الفضائية وعرضا فنهما للبيع من اجل حفنة من الدولارات ، وكان طبيعياً ضمن هذا الاتجاه أن يغنيا ويمجدا شخصية شخص لا يعمل ولا يناضل في الحقل القومي الكلداني السرياني الأشوري بل كان يعمل ويناضل منذ الصغر وسيظل يناضل ويعمل في حقل قومية اخرى ، ومع ذلك فأن ساوا وطليا قد مجدوه في أغانيهما مقابل حفنة من الدولارات ، وبهذا عرضا غنأهما للبيع ومات عندهما الفن والى الأبد ، وغداً او بعد غد سوف يحزمان حقائبهما حتماً استعداداً للرحيل حيث العار والصمت والعدم .



وفي نفس الطريق تلاهما ونحن أسفون على القول هذه الحقيقة كل من المغنيين ( ايوان أغاسي وليندا جورج وجوليانا جندو.. وغيرهم ) وهكذا التحقوا جميعاً بقطار ( الموت الفني ) الذي سيقودهم في التحرك مستقبلاً في متاهات لا اخلاقية ، لأنهم خسروا انفسهم وخسروا فنهم ، بالأضافة الى أنهم خسروا مصداقيتهم امام شعبهم وأمتهم ، وعندئذ لن ينفعهم اذا امتلكوا مال العالم .



بينما في الجانب الأخر من المشهد ، حيث هنالك النور والكلمة الصادقة والأخاء والأخلاص والشرف والفن الأصيل والصوت الجميل يغني لشعبه وأمته بكل حب وأعتزاز ويشعل الشموع لكي تتغير الدنيا كما يقول الشاعر سركون بولص ، أنهم فنانوا شعبنا الكبار ، الذين رفضوا المساومة على فنهم الجميل وأقسموا امام الله والأمة على أن يكون فنهم من أجل شعبهم وأمتهم ، وبذلك ساهموا في انبعاث حركة فنية ( للفكر القومي الملتزم موقع متميز فيها ) ويقف في مقدمة هولاء الفنانون ، الفنان المبدع أشور بيت سركيس ويليه الفنانون المبدعون عمانوئيل بيت يونان ، ولتر عزيز ، جان دشتو ، جورج جندو ، نغم ادور موسى ، اليزابيت اوشانا ، اكنس يوخنا ( فينوس ) ، رمسن شينو ، رامس بيت شموئيل ، نينو ديفيد ، سالم سيفو .. وغيرهم .



أننا في هذه المناسبة ننحني لكم اجلالاً ايها الفنانون الشرفاء ، فقلوب شعبنا وأمتنا معكم دائماً ، وأصواتكم وغنأكم وألحانكم سوف تبقى فوق امواج المسيرة القومية مدى الدهر.



كلام مفيد

ما يزرعوه الانسان يحصده

No comments: