Questions/Comments

Please direct all questions, comments and concerns to Nishra_Kooma@Yahoo.com

Saturday, July 26, 2008

رهانات انتخابية ومؤثرات (جوارية) .. من (الطعم الايراني) الى ( التمييز العنصري)
شؤون سياسية - 26/07/2008 -

البصرة/ الملف برس – صفاء الغانم

ربما تسير الامور في البصرة الان بشكل افضل ، فعلى اقل تقدير ليس هناك ما يخشاه اوباما ولا جوردن براون، ولا حتى عدد من كبار علماء الشيعة ووجهائهم حين عقدوا مؤتمراً دينيا عن ثقافة الحوار والوئام في المذهب الشيعي منتصف تموز ، من التوجه الى المدينة المحررة والعائدة الى حكم القانون.لكن هناك قلقا اخر يساير تلك الطمأنينة ، لقد عادت الاغتيالات مرة اخرى!!.

اغتيالات نوعية هذه المرة ، ولها ثقلها السياسي اكثر من كونها لزعزعة الامن والاستقرار، فمع اغتيال قيادي في المجلس الاسلامي العراقي الاعلى ( علي الدراجي )، ومحاولة اغتيال احدد وجوه الفرقة الاخبارية الشيعية وهو السيد عقيل جمال الدين شقيق احد اعضاء مجلس محافظة البصرة ، وتصفية فتاة في الرابعة والعشرين وسط المدينة بأربعة رصاصات تظل الامور لا تجري ببساطة رغم تواجد 50 الف جندي عراقي و 5000 جندي بريطاني و اميركي.

رغم كل هذا هناك من يرى، ان الرهانات الانتخابية المقبلة بدأت منذ الان، منطلقة من البصرة، فهناك تشديد على ضمان ان يكون سكان المدينة النفطية، فرس رهان قوي ومؤثر على المحيط الشيعي في الجنوب.

اوائل تموز توجه حسن السنيد وعلي الدباغ الى البصرة لخوض مغامرة جس نبض انتخابي، في جولة حاول القياديين في الدعوة الاسلامية (جناح نوري المالكي ) ان يكون عنوانها تفقد الخدمات في المدينة و الاستماع لمواطنيها عبر ممثليهم. لكن ذلك لم يكن سوى مجرد دعابة لطيفة للغاية من المتحدث بأسم الحكومة والسنيد المتشدد بخصوص مهاجمة منح البصريين حرياتهم الشخصية. كانت زيارتهما محاولة لمعرفة التوجهات العامة وقياس مؤشرات السكان الى من ستذهب اصواتهم في انتخابات البلدية المزمع اجرائها نهاية هذا العام.

ولم يمض اسبوع، حتى حط بطائرة مروحية خاصة جلال الدين الصغير نائب الائتلاف الشيعي الابرز في البرلمان، في البصرة ضيفاً على عشائر شمال البصرة الموالية لسياسات المجلس الاعلى، لكنه توجه الى زعيم قبلي معروف بولائه للحركة الملكية الدستورية، و هو الفريق الركن المتقاعد ( رشاش جياد الامارة).

لكن المفاجأة الكبرى كانت لقاء الصغير مع القنصل الايراني في البصرة في تجمع شعبي ديني ، هدفه بناء قاعدة انتخابية مؤيدة للاسلاميين الشيعة. واثار ذلك استغراب اوساط كثيرة، لكن الامر كان مبررا للغاية، في ان القنصل قد حضر للمشاركة بحفل ديني في جامع الامام علي في منطقة صحراوية على مشارف بلدة الزبير، لكن ذلك قطعا لا يخلو من شكوك قوية ان يكون الامر من تدبير الشيخ الصغير. بالنتيجة، لم يكن هذا القلق مبررا، ازاء محاولة الميليشيات العودة الى الساحة عبر موجة جديدة من الاغتيالات ، لكنه قلق بدا كافيا للقوات البريطانية في البصرة لدفع مراكز القرار الامني العراقي نحو اطلاق عملية مشتركة ، بعد ان امطر مسلحون القاعدة الاجنبية في مطار البصرة الدولي بسيل من صواريخ الهاون و الكاتيوشا بعدة هجمات مختلفة.

فأطلقت عملية امنية واسعة في مناطق شمال البصرة ابتداءا من شمال مركز المدينة في 18 تموز لتستمر اسبوعا حافلاً بالغنائم. يقول المتحدث بأسم القوات البريطانية كرس فورد ان تلك العملية جاءت لـ " هو منع قيام المتطرفين بهجمات ضد المدنيين وضد قوات الأمن العراقية والتأكد من عدم قدرتهم على ذلك".

البريطانيون حتى اللحظة، ما زالوا يراوغون بقوة للتملص من وعود جدولة انسحاباتهم، ويجدون حرجاً كبيرا ازاء ذلك ، لكن الحكومة العراقية متفهمة للغاية ذلك الخجل، على العكس من الاميركيين الذين لا يجدون خشية من التصريح انهم باقون حتى نهاية العام 2009 .

لكن تطمينات مستمرة من جانب البريطانيين ، للحكومة العراقية ، انهم لن يبقوا طويلا في البصرة، ويشدد الجنرال بارني وايت سبانز قائد القوات المتعددة الجنسيات في جنوب شرق العراق في 14 تموز، القوات البريطانية لن تبقى طويلا في العراق، وأن الأمور تسير بشكل سليم بالنسبة للشرطة العراقية في البصرة، رغم خشيته من ان الحدود العراقية مع إيران ما تزال تشهد عمليات تهريب، على الرغم من المساعي المبذولة من قبل العراقيين لضبطها، مستدركا أن لإيران "مصالح مشروعة في العراق".

وحاول الجنرل سبانز ان يعطي اهمية بالغة للتواجد البريطاني في البصرة ملمحاً الى ان هناك حاجة حقيقية لهم هناك ، مشيراً الى ان أن قوات التحالف تواصل تقديم التدريب والدعم اللوجستي للقوات الأمنية العراقية للارتقاء بمستوى قدراتها القتالية والفنية. وبين سبانز أن قوات التحالف في البصرة وبالمشاركة مع البحرية الكويتية، قامت بإزالة الكثير من الألغام البحرية في منطقة أم قصر.

من جهتها الدبلوماسية البريطانية، كثيرا ما تحاول ان تصنع قدرا من الطمأنينة لدى الحكومة العراقية، فهي حتى اللحظة ما زالت ملتزمة بتعبير يتيم منذ العام 2006 لتبرير بقائها ، في انها تريد استكمال تدريب قطعات الجيش والشرطة العراقيين، وهو بالضبط ما كشف عنه رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون حين زار البصرة في 20 تموز الجاري، مضيفاً مهمة جديدة لقواته البالغ عددها 4100 جندي، هي ضمان اجراء الانتخابات البلدية لمجلس المحافظات في موعدها المقرر في تشرين الاول المقبل.

وبروان قبيل وصوله البصرة كان قد التقى رئيس الجمهورية الطالباني ورئيس الوزراء المالكي كل على انفراد، وناقش معهما مستقبل قواته التي اعلن انه سيخفضها في اذار من العام 2008 الى 2500 جنديا ، لكنه على ما يبدو غض الطرف عن وعده الذي اطلقة في تشرين الثاني من العام المنصرم.

ويأمل براون ان يتحول مطار البصرة الدولي الى" مطار مدني نشط " ، فحتى اللحظة لا يعمل المطار سوى ساعات قليلة بخدمات متواضعة للغاية وعدد رحلات اخذ بالنقصان، بسبب تمركز القوات البريطانية والاميركية به كقاعدة عسكرية ، اضافة الى اتخاذه قاعدة عسكرية عراقية ومشفى عسكري تابع للقوات المتعددة الجنسيات، وجراء الاستخدام المزدوج للمطار، فقد تعرض الى هجمات شرسة للغاية بصواريخ الكاتيوشا والمورتر سبب خسائر فادحة وهروب مستثمرين كبار.

وبالعودة الى الدور البريطاني الدبلوماسي، يبدو ان الامبراطورية الت غابت عنها الشمس تحاول ان تكون طرفاً محوريا في الاتفاقات التي قد تحصل بين الكتل السياسية البصرية، عبر دعم العملية السياسية، وصولا الى موقف عراقي محلي داعم للمملكة المتحدة، خلافا لما يريد ان يرسمه لولايات المتحدة الاميركية الديمقراطي باراك أوباما من معرفة حقيقة جدوى وفاعلية الانسحاب الاميركي. حيث التقى بالبصرة بزيارة خاطفة قادما من كابل في 22 من الشهر الجاري، قائد الجيش والقائم بالاعمال الاميركييين في البصرة و قائد عمليات البصرة الجنرال محمد جواد هويدي.

ايران : طعم انتخابي

تبدو صورة غريبة ، لكنها حقيقية ، فبينما المجلسيين ( قيادات المجلس الاعلى ) تجمعهم مع الدبلوماسيين الايرانيين في البصرة لقاءات عامة مشتركة واهداف انتخابية ، تجد ان طيفاً بصريا اخر يأخذ من معاداة ايران وابداء كراهيته لها برنامجاً تأثيريا على الناخب قبيل الانتخابات المحلية المقبلة.

فقد هددت الجبهة العربية للحوار الوطني ( جبهة الحوار الوطني سابقاً ) ، باثارة عدد من الدعاوى القضائية والقانونية ضد طهران، وشن حملة لمقاطعة المنتجات الايرانية في الاسواق المحلية، ما لم تستجب طهران لمطالب اعلنها رئيس الجبهة في البصرة ( عدنان الموسوي ) في مؤتمر شعبي في 21 تموز الجاري، اهمها : الاعتذار للشعب العراقي عن كل ما فعلته ايران بحق المواطنين الأبرياء جراء العمليات على يد المليشيات المسلحة المدعومة منها، ودفع تعويضات مالية مجزية لذوي الذين سقطوا جراء الأعمال التخريبية مثل الخطف والقتل والتفجير، وتعويض أصحاب الممتلكات الخاصة والعامة .

وقال الموسوي ان اطرافا تشاطر جبهته ذات الهم، منحت طهران موعدا لتنفيذ المطالب اقصاه في اب المقبل، وطالبت الجبهة بـ " بوقف الدعم للجهات السياسية العاملة لصالحها والمدعومة من قبلها وإنهاء نفوذ الحكومة الإيرانية عبر الأحزاب والشخصيات واستبدال البعثات الدبلوماسية في بغداد والبصرة وكربلاء بشخصيات غير مرتبطة بالحكومة الإيرانية وبموجب ذلك يتعهد العراقيون بعدم العمل مع الجهات إلإيرانية ". و كشف عوض العبدان أحد قادة الجبهة في البصرة ان جبهة الحوار الوطني اطلقت في وقت سابق مبادرة لحل المشاكل العالقة بين الحكومة الإيرانية والشعب العراقي لكنها فوجئت بعدم اللامبالاة والتجاهل من قبل الحكومة الإيرانية.

و تتهم الجبهة العربية للحوار الوطني العراقي التي يتزعهما النائب (صالح المطلك )، ايران بالوقوف وراء تدهور الوضع الامني في العراقي، وزعزعة ومحاولة السيطرة على الجنوب الشيعي.

التمييز العنصري : مؤثر انتخابي

وسط صراع الارادات في البصرة، تبرز مطالبة غريبة، في اعتبار اصحاب البشرة السوداء من العراقيين، اقلية تضمن لهم حقوقهم دستوريا، حيث طالب حركة العراقيين الاحرار، برفع الغبن التاريخي الذي لحق لاصحاب البشرة السوداء ، وسن قوانين تكافح التمييز العنصري ومحاربة النظرة الدونية التي يعتقد القائمون على هذه الدعوة انها موجودة.

ويقول ضياء ذياب نائب الامين العام لحركة العراقيين الاحرار ان المؤتمر الذي عقد في 21 تموز يهدف الى تسليط الضوء على معاناة هذه الشريحة وتأكيد على وجودها باعتبارها تشكل الأقلية الثالثة في العراق حيث يزيد عددهم على مليوني نسمة تقريبا.

وعلى ما يبدو ان الانتخابات المحلية المقبلة ستطلق بالونات اعلانية وبروباغندا دعائية لكسب الاصوات والفوز بمقعد ثمين في مجلس محافظة البصرة ليبقى التساؤل مفتوحا ومحيرا ، هل ستحافظ البصرة على هدوئها ؟!.

No comments: