Questions/Comments

Please direct all questions, comments and concerns to Nishra_Kooma@Yahoo.com

Wednesday, September 17, 2008

العراق: وهل أنتم أيضا خائنون؟

انتقدت قبل ذلك زيارة السيد مثال الآلوسي الثانية لتل أبيب، ومبرراته للزيارة، إلا أن رد فعل البرلمان العراقي من إجماع على رفع حصانة رئيس حزب الأمة العراقية، وصولا إلى الاعتداء عليه بالضرب أمر يستحق التوقف عنده، والانتقاد.

فلا ضير في أن يتخذ البرلمان العراقي الإجراءات البرلمانية التي تناسبه وفق القوانين والتشريعات، لكن أن تخرج جلسة البرلمان العراقية عن خط الحوار والاحترام للقوانين وتصل المسألة إلى مد اليد والتخوين، فهذا أمر غير لائق.

ما حدث بحق السيد الآلوسي في البرلمان العراقي حدث لا يشبه إلا زمان الحكم البائد، ويا لعجائب القدر فإن جل من يحاسبون الآلوسي اليوم بقانون صدام حسين كان ذلك القانون ينطبق عليهم، والمقصود بالطبع هو قانون منع التخابر مع أعداء العراق وإقامة علاقة معهم.

فماذا لو قيل للسادة أعضاء البرلمان العراقي إنكم أبناء «الصدمة والرعب» لأنكم لم تأتوا من رحم ثورة بل على ظهر الدبابة الأميركية، بعد أن تخابر كثيرون مع أميركا، وتعاونوا مع إيران يوم كان النظام العراقي السابق يجرم التخابر معهما؟ كيف سيرد النواب الأفاضل على تلك الأسئلة إن ووجهوا بها؟

والأمر الآخر هو كيف أجمع البرلمان بكل أطيافه، وفصائله على رفع الحصانة عن الآلوسي، فهل هذا بسبب هجومه على إيران، خصوصا أنه تعرض للكمة بسبب ذلك في البرلمان.. أمر محير، فأين الديموقراطية إذاً؟

غرابة الإجماع، والتساؤلات التي نطرحها، مردها أن رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني مثلا سبق له مصافحة مسؤولين إسرائيليين، ويومها قيل إنه لم يفعلها بصفته رئيس العراق، بل بصفة شخصية، وهناك حديث عن علاقات لإسرائيل مع كردستان، ولم يلتئم البرلمان الموقر ليقول لنا رأيه حيال ذلك، فكيف أجمع اليوم على رفع حصانة الآلوسي.

المثير أن النائب أسامة النجيفي، عن القائمة العراقية في البرلمان، يقول حول عدم التصرف مع زيارة الآلوسي الأولى لإسرائيل بالقول إن الآلوسي حينها لم يكن عضواً بالبرلمان وإن «الأوضاع في تلك الفترة كانت متدهورة وغير مستقرة، أما في الوقت الحاضر فإن الوضع أصبح مختلفاً بما شهده من هدوء وبات مجلس النواب يشعر بالمسؤولية، الأمر الذي رفض معه هذا الانتهاك للعراق ولأشقائنا الفلسطينيين وما يتكبدونه على أيدي إسرائيل». والسؤال هو أين تقدير مشاعر الإخوة الفلسطينيين حين صافح رئيس العراق الإسرائيليين، خصوصا أن المصافحة لم تحدث منذ زمن بعيد؟

السيد الآلوسي أخطأ؟ نعم! لكن الخطأ لا يعالج بخطأ وتجن، والعراق المأمول ليس الذي تحدث عنه السيد الآلوسي حين قال إن العراق الحضاري يجب أن لا يكون ضد إسرائيل، بل إن العراق المنتظر هو الذي لا يستخدم أدوات وقوانين صدام حسين في التخوين والافتراء.

العراق الحضاري الذي لا يستخدم النواب فيه اللكمات في موضع الكلمات، حتى ولو دفاعا عن إيران التي لم «يجمع» نواب برلمانها على اتخاذ قرارات بحق اسفنديار رحيم مشائي، نائب الرئيس محمود احمدي نجاد، الذي أكد أن بلاده «صديقة الشعب الإسرائيلي». بل إن مشائي ما يزال يرافق نجاد في رحلاته!

No comments: