ATRE NINEWEH

تشييع جثمان الراحل الكبير الدكتور يوخنا هرمز إطبع المقال ارسل عنوان هذه الصفحة لصديق

نبيل هرمز - خابوركوم - ولطو:



في موكبٍ مهيب قلّ أن شهدته منطقة الخابور شيّع آلافٌ من أبناء الشعب الآشوري بكل طوائفه بالإضافة لجموع غفيرةٍ من مختلف الطوائف p4209821.jpg المسيحية و من إخوتنا المسلمين في محافظة الحسكة جثمان الدكتور يوخنا هرمز الذي غادرنا من هذه الحياة الفانية إلى الدار الأبدية ليرقد بسلام مخلصنا يسوع المسيح . فمنذ صباح اليوم ، الأحد/ 20 نيسان 2008 بدأت جموع المشييعين تتوافد إلى قرية تل نصري لإلقاء النظرة الأخيرة عليه.





قرابة الساعة الواحدة ظهراً وصل موكب الجنازة إلى قرية تل نصري قادماً من مدينة الحسكة حيث كان يسكن وعلى الأنغام الحزينة والتي جسدت مأساوية الحدث والتي عزفتها ببراعة الفرقة النحاسية الآشورية تم نقل جثمانه الطاهر إلى كنيسة السيدة العذراء في القرية ليصلّى عليها.



وبعد أن تليت عليه الصلوات والتي ترأسها نيافة الأسقف مار أفرام أثنييل راعي أبرشية كنيسة المشرق الآشورية في سورية و الأرشمندريت كيفاركيس أثنييل راعي كنيسة السيدة العذراء بالحسكة والأركذيعقون هرمز شيبا راعي أبرشية الكنيسة الشرقية القديمة ولفيف من الكهنة والشمامسة الأفاضل ألقى نيافة الأسقف مار أفرام أثنييل كلمة مؤثرةً أشاد فيها بمناقب الفقيد الراحل حيث قال:



(( إن رحيل الدكتور يوخنا هرمز ليس خسارةً لأهله وذويه وأبناء قريته فحسب إنما هو خسارة للأمة الآشورية ولوطنه أيضاً لما تحلى به من محبة الآخرين ونكران الذات ، واستشهد نيافته بالإنجيل المقدس ، إذ قال " عندما صعد السيد المسيح إلى الجبل وتحدث لتلاميذه قال لهم ، طوبى للرحماء لأنهم يُرحمون ، طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعَون . كذلك نحن نقول طوبى للدكتور يوخنا هرمز لأنه أتمّ كلام مخلصنا وسيدنا يسوع المسيح هذا في حياته. لقد تميّز بخصائل حميدةٍ قلـّما نجد نظيراً لها في يومنا هذا ، كل من قرع بابه فتح له... كل من مدّ له يده طالباً العون لم يُعده خائباً . أستطيع أن أقول ثانيةً بأنه تمم كلام سيدنا يسوع المسيح بإطعامه الجياع وسقايته العطاش وإيوائه الغريب وتقديمه الدواء للمحتاج دون مقابل . أنا واثق أن يسوع المسيح سيُسمعه ذلك الكلام الجميل والذي سيسمعه القليلون منا حيث سيقول له ، تعالوا إليّ يا مباركي أبي ورِثوا الملكوت المعدّ لكم .



لقد كان السبّاق في كل تجمعاتنا وكان من يتحدث حين يسكت الجميع ، لكنه كان لا يتحدث كثيراً بل كان يعمل كثيراً ونحن نعرف كم أن الفارق كبيرٌ بين من يتكلم كثيراً ولا يعمل ومن يعمل كثيراً ولا يتكلم . اليوم لن نقول وداعاً لأخينا الحبيب يوخنا لأنه حتى لو غادرنا جسده فإن روحه باقيةٌ في ضمير ووجدان كل واحدٍ منّا ، لأن من يحمل خصائله من الصعب علينا أن ننساه . إذ كيف ننساه وقد أصبح مثالاً نقتدي به وكلّي أملٌ بأن يكون مثالاً تقتدون به في المحبة والإخلاص . أنظروا أحبتي كم من البشر هم أحياء ولكن لو نظرنا إلى أعمالهم نستطيع أن نعدّهم في عداد الموتى ، وكم من الموتى لازالوا أحياء في قلوبنا ووجداننا وضمائرنا , والدكتور يوخنا هو بكل تأكيد واحداً منهم . بالنسبة لي ، لن أقدم التعزية لآل هرمز وآل المرحوم توما يلدا ولكنني أقدم التعزية لكل واحدٍ منكم لأن فقيدنا العزيز لم يعش لنفسه ولأهل بيته فقط ، لم يكن أنانياً في حياته بل عاش لكل فردٍ من أبناء أمته . فليرحمه الله وأنا كلي إيمان أن إنساناً بكل هذه الخصائل له مكان في ملكوت السموات ونحن نطلب إليه كي يصلّي من أجلنا جميعاً وأن يتذكرنا في صلواته في ملكوت السموات لأنه ليس لديّ أدنى شكٍ أن مكانه هناك مع القديسين والأبرار )).



أسرة خابور كوم في سوريا شاركت بكامل أعضائها في تقديم العزاء لذوي الفقيد كما قامت بتقديم باقة من الزهور باسم الموقع وضعت على ضريح الراحل الكبير .