ATRE NINEWEH

بقلم: عبد الهادي مهدي

زيارة اوردوغان والآفاق الواسعة في العلاقات التركية العراقية


قلم اليوم / زاوية يومية
يكتبها مدير التحرير: عبد الهادي مهدي

الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اورغان لم تأت لتفتح في العلاقات الثنائية بين البلدين بل جاءت لتوسيع تلك الافاق التي اخذت ابعادا كبيرة منذ الزيارة التاريخية التي قام بها فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني الى تركيا وزيارة رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية والمسؤولين العراقيين الاخرين، ولقاء الوفد التركي مع وفد اقليم كردستان في بغداد مؤخرا ،الزيارات المتبادلة هذه اثبتت عمق العلاقة التاريخية التي تربط شعبي البلدين.. مثل هكذا زيارات سيكون حتما في جدول اعمالها العديد من الملفات بين البلدين الامنية والاقتصادية والسياسية والتي ستلقي بظلالها ليس على العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا بل على مجمل الساحة الاقليمية.
لان الزيارة هذه تأتي في ظروف تشهد معها الساحة العراقية تحولات وطفرات نوعية تختلف عن تلك التي كانت سائدة قبل فترات معينة، وكذلك الساحة التركية ايضا تشهد الكثير الان، اضافة الى التحولات التي تشهدها المنطقة وعلى اكثر من صعيد...
سبقت الزيارة العديد من التحليلات من قبل المتابعين لملف العلاقات العراقية – التركية وهناك من يؤشر بانها ستكون ذات نتائج ايجابية تنعكس على البلدين، وهناك من اراد ان يقلل من اهميتها لطبيعة الاحداث في تركيا والعراق، ورغم كل التوقعات فان الحنكة السياسية التي يتمتع بها مسؤولو البلدين بامكانها تحديد مسار الزيارة الى مايخدم البلدين والشعبين، وان العلاقات الثنائية سوف تشهد تطورات كبيرة، وهذه العلاقات ستكون على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لان العراق اليوم ليس كما كان سابقا لانه سيكون عامل توازن واستقرار في المنطقة، كما ان الزيارة ستنعكس ايجابا على العلاقات بين اقليم كردستان وتركيا، حيث يعتبر الاقليم الساحة الكبرى لاستثمار الشركات التركية والتبادل التجاري للظروف المتاحة في الاقليم والتي قد تفتقر اليها المدن والمحافظات العراقية الاخرى، النتائج الايجابية للزيارة لا يمكن تلمسها بين يوم وليلة بل ان الايام القادمة سنشهد نتائجها هذه وسوف تتعقبها حتما زيارات اخرى متبادلة وعلى مستويات مختلفة.
الاتحاد