Questions/Comments

Please direct all questions, comments and concerns to Nishra_Kooma@Yahoo.com

Sunday, July 20, 2008

كاتب اميركي يعرض سيناريوهات متعددة لجدولة انسحاب القوات لتقليل الدم المراق

واشنطن - بغداد – النور

في الدقيقة التي يقترح احدهم بان الولايات المتحدة ستخطو خطوتها لسحب قواتها من العراق ، فان المؤيدين للحرب يصرخون بان دمارا سيترتب على ذلك ، وحينما يقول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بانه يريد جدولا زمنيا لانسحاب القوات الاميركية ، يهب المرشح جون ماكين لاستدعاء شبح العواقب المنذرة بالشؤم . اذ قال ماكين في الخامس عشر من هذا الشهر في خطاب له عن السياسة الخارجية :" لقد قلت دوما باننا سنعود الى الوطن بشرف وبالانتصار وليس من خلال تحديد جدول زمني ". في الوقت الذي اكد فيه باراك اوباما المرشح الديمقراطي للرئاسة دعمه لجدولة انسحاب القوات الاميركية مضيفا بان :" الولايات المتحدة يجب ان تخرج بشكل حذر وليس بالطريقة الطائشة التي دخلنا فيها ". ويرى الكاتب المتخصص في مجلة ( ذي نيشن ) – كريس تونسنك – بان موقف اوباما هو الصحيح، ولكنه مثل بقية منتقدي الحرب، قد فعل القليل جدا لمعارضة العبارة المرددة دوما بان الانسحاب الاميركي من العراق هو بسهولة " التوقف والهرب " وهي وصفة تؤدي الى الكارثة .

وللاجابة على ذلك الخط من الهجوم – بحسب تونسنك – فانه كان من قوة المهمة المسؤولة عن الانسحاب من العراق، والتي اصدرت تقريرها في حزيران الماضي وفي شهر اذار دعت قوة المهمة التي يعد تونسنك احد اعضائها ، مجموعة من خبراء الشرق الاوسط والسياسة الامنية على افتراض بان الرئيس الاميركي المقبل سوف يضع حقيقة جدولا زمنيا لتخليص الجنود الاميركيين من ورطتهم في وادي الرافدين – بحسب تونسنك- الذي يؤكد بان مجموعته لم تسع للتعبير عن القضية التي تناقش بشكل واضح الان ضرورة الانسحاب ، ولا حاولت صياغة قالب جديد لاسباب عمق سيناريو القضية الاسوأ التي تتمثل بالفوضى في العراق ، ولماذا الحرب المستوطنة في الاقليم بعيدة عن امكانية تجنبها .، وبدلا من ذلك فقد سألنا انفسنا – يقول تونسنك- : ماالذي يقوي الخطوات التي تستطيع الولايات المتحدة اتخاذها الان وفي اثناء الانسحاب لتقليص المزيد من الدم المراق ، وبدلا من ذلك، تشجيع السلام والاستقرار في العراق ؟ وكيف يستطيع الاميركيون وشعوب اخرى الاسهام في استعادة العراق لحاله الطبيعية من محنته في العذاب ؟

وبعد خمس سنوات من الاحتلال والعنف الطائفي – يقول تونسنك – من دون ذكر العقود السابقة من الحرب والعقوبات والدكتاتورية فان العراق بلد متشظ ومصاب بجراح بليغة . ومنذ سنة 2003 تدخلت دول الجوار في النزاعات الداخلية العراقية لحماية مصالحها الخاصة – وربما ستنجر الى اغراء التدخل بشكل اعمق حينما تنسحب القوات الاميركية.

وعلى الجبهة الدبلوماسية ، فان مصداقية واشنطن قد تآكلت بشكل سيىء بسبب الحرب التي عارضها معظم العالم .

وعلى الرغم من ذلك ، يعتقد تونسنك ان هناك العديد من الخطوات التي يمكن بل ويجب ان تتخذ، ففي الاجل القصير ، ولمنع فراغ غير متوقع في السلطة ، يجب ان يكون هناك تمديد قصير لتفويض الامم المتحدة يعطي " قوات التحالف " المهيمنة في العراق الغطاء القانوني الذي سينتهي في نهاية كانون الاول من هذه السنة . ويدعو لحث الرئيس الاميركي المقبل بمتابعة تفويض جديد من الامم المتحدة لكي يكون ساري المفعول في سنة 2009 ، ليستند على جدول زمني من 12 – 18 شهرا لاستكمال انسحاب القوات الاميركية والمتعاقدين الخاصين . وذلك التفويض يجب ان يعرف الخط البياني للمساهمة الدولية في المصالحة واعادة الاعمار والخدمات الانسانية في العراق . وفي الوقت نفسه ، فان الرئيس الاميركي المقبل يجب ان يخبر حكومة المالكي بان الولايات المتحدة تتبنى الحيادية وعدم التدخل في السياسة العراقية . واستمرار حال الامن لايمكن بلوغها من دون التسوية السياسية بين المكونات العراقية المختلفة، وتلك التسوية مستحيلة طالما كانت اميركا وسياسيوها العراقيون المفضلون يدعون الى القتال .

ولذلك فان واشنطن يجب ان تدع الامم المتحدة تقوم بعملها ، ومع الانسحاب الاميركي القادم في الطريق ، يجب ان ترعى الامم المتحدة مؤتمرا عراقيا حيث يجلس على مائدة مستديرة بشكل متعادل المكونات المشتركة في حكومة المالكي، مع الصدريين والمتمردين السنة العرب والبقية (باستثناء القاعدة) وهذه القوى التي تم تهميشها في مرحلة ما بعد حكم صدام . ويجب ان يسعى المؤتمر الى وقف اطلاق نار فوري رسمي وتوافق على نمط القوة متعددة الجنسيات التي تحتاجها حكومة حقيقية للوحدة الوطنية للحفاظ على سلام ما بعد المصالحة . ومجموعتنا- لقوة المهمة – لايفترض ان تحدد شكل الميثاق العراقي الوطني ولكن بالحد الادنى تحتاج الى التعامل مع موضوعات الفدرالية وتعديل دستور 2005 واجتثاث البعث وتوزيع عوائد النفط .

والمصالحة الوطنية في العراق ستكون المهمة الشاقة ، وتستطيع الولايات المتحدة المساعدة في ذلك عبر الضغط على حلفائها الاقليميين لوقف تدفق الاسلحة والمقاتلين الاجانب الذين فاقموا القتال الضروس في العراق .ويجب على الرئيس الاميركي المقبل ان يعترف ايضا بان مشروع ادارة بوش (باعداد) قوات الامن العراقية ، قد ادى الى تسليح وتدريب المتقاتلين في الحرب الاهلية. والمسؤولية بشأن تموين الجيش العراقي الناشئ يجب ان تعهد الى المندوب الخاص للامم المتحدة ، وتقديم المساعدة للوحدات يجب ان يتوقف على حصولها على المقاييس المهنية، واحترامها لسيادة القانون والتركيبة اللاطائفية . ومع ترشيد الوقت وترشيد الاستثمار الاميركي، يمكن القيام بالكثير لبناء امكانات الامم المتحدة للقيام بهذه الوظائف. ولكن ربما الشيء الوحيد الاكثر اهمية التي تستطيع الولايات المتحدة القيام به للمصالحة الوطنية العراقية، بعد الانسحاب نفسه، هو تقليل ادارة بوش لعدائيتها باتجاه ايران وسورية. واذا اريد عدم خرق حصار عسكري، فان هذين البلدين يجب ان يساعدا في تنفيذه. واذا كانت المكونات العراقية يجب ان لاتعود الى مربع الصفر كما يقال في المنطق الشائع، فان ايران بشكل خاص يجب ان تتوقف في لعب الادوار المصلحية لها . وحتى الان فان الحوافز بالنسبة لايران وسورية كلها تتدفق بطريق اخر. ولتأمين تعاونهما ، سوف تحتاج واشنطن الى فعالية تتمكن فقط الدبلوماسية المباشرة والحلقات الواسعة من التعهدات ان توفرها. وقد تحتاج ايضا الى ان تعرض لحلفائها في الاردن والعربية السعودية وتركيا لتصليب جبهة متحدة من مبادئ عدم التدخل في العراق

No comments: