Questions/Comments

Please direct all questions, comments and concerns to Nishra_Kooma@Yahoo.com

Sunday, July 20, 2008

الأميركان يتهمون حكومة المالكي باستخدام (المال) كسلاح وحصر (البذخ) بالمناطق الشيعية وحرمان السنية من (المساعدات العاجلة)

بغداد-واشنطن-الملف برس: ((تحليل إخباري))

تماماً كما قالت ((النور)) الصادرة عن وكالة (الملف برس) ثمة حملة أميركية تشن الآن ضد حكومة (المالكي). فهي متهمة بتقديم ((رشاوى مالية في وضح النهار)) بهدف كسب التأييد. وحسب تقرير بثته وكالة الأسوشييتد برس، فإن رئيس الوزراء يمارس هذه العطايا –التي وراءها ما وراءها- فقط في هذه الأسابيع. وتقول الوكالة إن (الإكراميات) التي يقدمها (المالكي) أو عدد من كبار المسؤولين المخولين بمنح مبلغ لا يزيد عن 8 آلاف دولار أميركي لكل حالة على أن لا يتكرر العطاء للحالة نفسها.

ويزعم مساعدون لرئيس الوزراء أن هذه الأعطيات لا تعني إلا مجرّد تسهيل لبعض أمور الناس وتخفيف عن معاناتهم أو هي تحفيز لهم بتأكيد أن المزيد من التحسن في الوضع الأمني يقود الى تطورات اقتصادية مهمة. لكن محللاً سياسياً يقول إن هذه الأموال النقدية التي تصرفها الحكومة إنما تستثمر في ((جوانب تخص أهدافاً محددة)) وليست كما توصف بأنها لمساعدة الناس، أو للتخفيف عنهم لأن الطريقة الوحيدة لمساعدة الناس هي في أن تكون مثل هذه الأعطيات منظمة بقانون لا على طريقة ((أعطوه ألف درهم ذهباً))التي كانت تنتقد في النظام السابق أو على طريقة الملوك والأباطرة.

ومع أن الولايات المتحدة، كما تحسست (النور)ذلك تشن حملة ضد الحكومة، إلا أن الحكومة نفسها لا ينبغي أن تنقاد وراء دوافعها السلطوية والانتخابية و(الكسبية) لتخالف القوانين أو لتشيع تقديرات خاطئة بين الناس. وفي الأقل فإن المسؤولين الأميركان أنفسهم يقولون إن الحكومة بدأت (تبذر) أموال الدولة على مصالحها الخاصة وطبقاً لدوافع (المحسوبية والمنسوبية) فيما تتحمّل الخزينة الأميركية إنفاق الملايين على مشاريع اجتماعية وأمنية واقتصادية وثقافية، يفترض أن تتولاها الحكومة إذا ما كانت تحرص على سيادتها وعلاقاتها بمجتمعها الذي تحكمه. هكذا يقول الأميركان.

وبصراحة أكثر فإن حكومة رئيس الوزراء (نوري المالكي) متهمة من قبل الأميركان بأنها تصرف (المال) كما لو كان (سلاحاً).وفي الحقيقة إن الحكومة العراقية استخدمت مثل (السلاح المالي) أو (المال السلاحي) منذ فترة، والأميركان يعرفون، بل إنهم وطبقاً لنظرية الجنرال (ديفيد بيتريوس) أول من بدأوا ذلك ونجحوا فيه. والحكومة لها في تجربة (بيتريوس) الأسوة الحسنة، ولعلها لم تنس الأعطيات التي كان الرئيس السابق (صدام حسين) يغدقها على أتباعه لا لكسب تأييدهم كما هي الحالة الآن وإنما لكي لا يتآمروا على السلطة ولكي يبقوا أتباعاً.ويبدو واضحاً أكثر من أي مضى أن الأميركان بدأوا يتهمون الحكومة صراحة هذه الأيام بأنها تمتنع عن صرف مساعدات مالية الى المحافظات السنية (كالموصل) لمعالجة مشاكل خطيرة وآنية وعاجلة، في وقت تنفق فيه أموالاً طائلة على مناطق شيعية حسب الأرقام التي بينتها الأسوشييتد برس: 100 مليون دولار لإعادة بناء مدينة الصدر، و100 مليون دولار أخرى الى البصرة، و 100مليون دولار للعمارة. و83 مليون دولار لمساعدة اللاجئين الداخليين كي يعودوا الى بيوتهم، وغيرها من التخصيصات السريعة.

إن استمرار هذه الاتهامات من دون أن تكون هناك (أدلة) تتقدم بها الحكومة لتأكيد حالة التوازن في الصرف وعدم الانجرار وراء الولاءات والرغبات و(الصرف ذي الخطط الخاصة) كالانتخابات والكسب، يوصل الى مشاكل عويصة. إن الأميركان الآن يمارسون دور (المعارضة) ولهذا قرروا الضغط تدريجياً، للكشف تدريجياً أيضاً. والمال في عرف الأميركان كما هو في عرف الحكومة (أفتك من السلاح).

No comments: