Questions/Comments

Please direct all questions, comments and concerns to Nishra_Kooma@Yahoo.com

Monday, July 14, 2008

مطارنة عراقيون يطلبون المساعدة لحماية رعيتهم


كاتب المقال: دِيل و. هَدسِن - ترجمة شموئيل (سام) شلالو عن موقع: InsideCatholic.com




الأرقام تصرخ والوضع يزداد سوءا، فقبل إلغزو ألامريكي للعراق، كان يعيش هناك ما يقارب 1.2 مليون مسيحي، والأن غادر أكثر من 400.000 مسيحي منذ اندلاع الحرب. كثيرون اخرون أختُطِفوا وقُتِلوا وأخرون صُلِبوا. لقد قُطِعَ رأس أحد القساوسة، بينما أِختُطِف واحد من رؤساء ألاساقفة وقتل. لقد قام أسقفان كاثوليكيان الواحد كلداني وألاخر أشوري من كاليفورنيا بتقديم خطة لحماية المسيحيين العراقيين الذين يتشبثون هناك على الرغم من الخطر المحدق بهم والتمييز الطائفي والإضطهاد المستمرَين. حيث يقول المطران سرهد جمّو من الكهون بكاليفورنيا: "إن الدستور العراقي يعترف بحرية العبادة بدلا من اعترافه بالحرية الدينية." أفاد الأسقفان "أننا امام قضية حياة أو موت" بما يخص المسيحيين العراقيين، وإن على عاتق أمريكا، وخصوصاً المسيحيين الأمريكيين، أن يساعدوا لإيجاد حل ما. جاءت مقابلتي مع الأسقفين مار سرهد جمّو ومار باوي سورو بعد إجتماعهما في البيت الأبيض مع أعضاء "مجلس الأمن القومي"، انهما يريدان من الولايات المتحدة الامريكية ان تدعم تأسيس "منطقة حكم ذاتي " في شمال العراق، يشغل فيها المسيحيون العراقيون المناصب الحكومية الرئيسية. المنطقة التي يوصون بها تقع في سهل نينوى وهي منطقة مخروطية الشكل ما بين محافظة الموصل وإقليم كردستان. توجد في هذه المنطقة حالياً أكثرية من المسيحيين الناطقين بالارامية، يعيشون هناك مثلما عاش اباؤهم منذ آلاف السنين. فالأرامية هي لغة يسوع، وبقيت متداولة في هذه المنطقة الى يومنا هذا. من بين مجموع ال 800.000 من المسيحيين المتبقين في العراق فان 65% هم من الكلدان و25% من السريان و10% من ألاشوريين.

الكثير من المسيحيين الأشوريين ليسوا في شراكة تامة مع الكنيسة الكاثوليكية، ولكن الأسقف مار باوي سورو، ألاشوري، قد إتحد مؤخرا مع الأبرشية الكلدانية الكاثوليكية في كاليفورنيا مع الآلاف من اتباعه الأشوريين. ويرى المطران جمّو، الذي تنحدر عائلته من منطقة سهل نينوى، بأن هذه الخطّة هي الطريق الأمثل لوضع حد لإراقة الدماء والإضطهاد، وتحقيق المساواة في الحقوق للمواطنين المسيحيين بما فيها حق الحرّية الدينية والتعبير عن الثقافة الخاصة بفعالياتها المختلفة. وقد تنبأ الأسقف سورو من أن الآلاف من المسيحيين العراقيين الذين فرّوا من العراق خلال مدّة السنوات الأخيرة سوف يعودون إذا لم يكونوا عُرضة للتمييز الطائفي الذي يحدث يومياً الان، وبالخصوص إذا أصبحت لديهم الحرّية الكاملة ومنطقة حكم ذاتي خاصة بهم.

حاليا في العراق فان المسيحيين هم مواطنون من الدرجة الثانية. لذلك فإن خلق هذه المنطقة سوف لن يحمي ويعيد الجماعة المسيحية الى سابق عهدها فحسب، لا بل وسيساعد في تزويد المنطقة برمتها "بعامل الاستقرار". وفي حين لا تُنشر أخبار المصاعب اليومية التي يتعرض لها المسيحيون العراقيون، فإن بعض الفضائع قد جذبت إنتباه العالم أجمع. ففي حين ان إختطاف وصلب ألاطفال المسيحيين كان يجذب انتباه الاخبار، إلا أن إختطاف وقتل المثلث الرحمة المطران بولص فرج رحّو، ادى الى احتجاج كل من قداسة البابا بندكتس السادس عشر والرئيس بوش. في اليوم الذي أجريتُ فيه مقابلتي مع الأسقفين، نشرت صحيفة النيويورك تايمز خبراً مفاده بأن سبب خطف وقتل المطران بولص فرج رحّو كان رفضه مواصلة دفع ثمن الحماية للعصابات المتسمية بالإسلامية. ذلك لان المطران رحّو كان قد إستعمل بطريقة ما جهاز الموبايل لديه للإتصال بألاصدقاء وحثهم على عدم دفع أي فدية للإخلاء عنه، ثم عثر على جثته بعد 12 يوماً.

ويعتقد الأسقفان بأن إقتراحهما بدأ يحصل على انتباه جدّي من قِبَل إدارة بوش، وهما يأملان بأن دفاعهما عن القضية سيتطور ليصبح نتيجة ملموسة. الإقتراح الذي جاءا به يحمل عنوان "المبادرة المسيحية من أجل عراق جديد ناجح". على ان منطقة الحكم الذاتي هذه ستُقام ضمن إطار الدستور العراقي، ولن يكون هناك أي نوع من كيان منفصل عن العراق، مثلما توهم البعض. ومع ذلك فسوف يكون كيانا ذا برلمان "منتخب من قِبَل جميع ابناء الشعب الكلداني-السرياني-الأشوري الذين في المنطقة" على أنهم جزءٌ أساسيٌ من الشعب العراقي.

يواجه إقتراح الأسقفين إعتراضا سياسيا شديدا. فقد أفادني مصدر وثيق الصلة بالموضوع بأن فكرة انشاء منطقة ذات حكم ذاتي يجب ان تتم المصادقة عليها من قبل مستويات عديدة بدءاً من السلطات المحّلية التي تشارك في حكم سهل نينوى، ومن قبل الحكومة العراقية بما فيها رئيس الوزراء نوري المالكي، ودول عديدة بضمنها الولايات المتحدة الامريكية، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي. إضافة الى ذلك، فإن إقتراح انشاء منطقة تحت "السيطرة المسيحية" قد يزيد فعلياً التوترات المضادة للمسيحيين أكثر من ذي قبل. لقد سمع المطرانان سرهد يوسپ جمّو وباوي سورو هذه الإعتراضات من قبل، الا ان ذلك لم يثن عزمهما. "أنا لا أرى كيف سيصبح الوضع أسوأ مما هو عليه الآن" هكذا يقول المطران جمّو. وعندما سألته إذا كان الحل يكمن في تنفيذ الدستور العراقي، أجابني: "يجب ان يتمتع الشعب الكلداني-السرياني-الأشوري بالمساواة الدستورية حاله حال العرب والأكراد ومن ضمن هذه المساواة يجب أن تكون لهم منطقة حكم ذاتي". وبينما المسيحيون في العراق يُضطهدون يومياً ويُحرمون من حقوقهم الدستورية، فإن الولايات المتحدة تنحني على ركبتيها للمحافظة على علاقات جيدة مع الجماعة المسلمة. ففي شهر أيار عقد اللواء (جيفري هاموند) لقاءاً مع قادة مسلمين بعد أن إستعمل أحد الجنود القرآن كهدف للرماية. وقد قال لهم اللواء هاموند: "باكبر صورة تواضع، فاني أنظر الى عيونكم اليوم وأقول لكم، أرجوكم إغفروا لي ولجنودي". إن الإقتراح الذي قدّمه الأسقفان الكلداني والأشوري الى الولايات المتحدة هو بكل بساطة طلب نفس المستوى من الإحترام للمسيحيين الذين ينازعون من اجل البقاء في بلدهم العراق.

No comments: