Questions/Comments

Please direct all questions, comments and concerns to Nishra_Kooma@Yahoo.com

Wednesday, July 30, 2008


خيار واحد فقط أمام أكراد العراق إما (العيش الآمن) أو (السيطرة على كركوك) ولا قدرة لهم على جمع المطمعين





أوتاوا- واشنطن-الملف برس:

ربما يكون الأكراد الآن قد فقدوا صورة ((الأقوياء المسيطرين)) أو ((فرسان الغزو)) كما كانوا في سنواته الأولى، إذ يرى خبير سياسي أميركي أنهم الآن باتوا في (زاوية الضغط) ولذا يصبح محتماً عليهم (الاختيار) بين أن يتمتعوا بـ (العيش الآمن) أو بـ (السيطرة على كركوك) لكنهم لن يقووا على التمتع بكلا المطمعين معاً.

ويقول (جوست هلتيرمان) نائب رئيس برنامج مجموعة الأزمة الدولية في تقرير نشرته صحيفة ذي ميل أند كلوب الكندية إن الأحزاب الكردية التي كانت تنظر الى نفسها على أنها (صانعة قرارات الملك) وأن الحكومة الفيدرالية في بغداد عاجزة عن القيام بأية خطوة من دون نيل رضاها، وأنها تعمل بكل الوسائل السياسية التي توسّع (أرض كردستان العراق) وتوفر لها المزيد من السيطرة على مصادر الثروة، إنما تتحرك لبناء الأساس المتين لـ (دولة كردية مستقلة). إلا أن الأكراد يحتاجون الى الأمن لدرجة أكبر من الأرض، وإذا كان هناك بين الأكراد من يريد أن يعمل بسرعة وبحكمة فإن هذا الفهم يمكن أن يساعد في حل واحدة من أعقد قضايا حرب العراق تعقيداً.

وبرأي الخبير السياسي الأميركي، لم يكن أحد أكثر من الأكراد أنفسهم قد فوجئ بسرعة صعود الأكراد (من عناصر البيشمركه السابقين) الى أعلى مناصب الحكومة العراقية؛ الرئيس كردي، ونائب رئيس الوزراء كردي، ووزير الخارجية كردي، نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش كردي، وكثيرون موجودون في مناصب أقل مسؤولية لكنها محورية كالتي يحتلها الأكراد في أجهزة الأمن والمخابرات.

وبوجودهم الى جانب المجلس الإسلامي الأعلى -الحزب الذي يصفه هلتيرمان بأنه صناعة إيرانية- يعمل الأكراد على تفريغ الحكومة المركزية من محتواها وتهميشها، لكي لا تكون قادرة على مهاجمة السكان الكرد مرة أخرى، وأيضاً لمضاعفة فرص تأسيس دولة كردية مستقلة. ويؤكد الخبير الأميركي أنهم يضغطون الآن من أجل السيطرة الكاملة على كركوك، التي تضم أراضيها حوالي 13 %من احتياطيات العراق النفطية، لكن هذا الضغط سلاح ذو حدين، إذ يمكن أن يؤدي الى تجزّؤ البلاد ذات الوضع الأمني الذي لا يصمد أمام هزّة سياسية واقتصادية واجتماعية كهذه.

وقال الخبير إن ما يحتاج إليه الكرد حقيقة –وهو ما يجب أن يعترفوا به علناً- هو الأمن الدائم بحدود معترف بها لإقليمهم الكردي ضمن العراق. وأوضح قوله: إن القوات الأميركية ستغادر العراق ذات يوم، وعندها فإن أعداء الكرد في تركيا وسوريا وإيران وكذلك في بغداد، يمكن بسهولة استخدام وكلاء محليين لجعل الحياة جحيماً في كردستان في كركوك وما حولها. إن عمليات تفجير الإثنين الانتحارية، التي أدت الى مصرع 61 شخصاً في كركوك وبغداد، تؤكد عدم ثبات تلك المنطقة. ولكن بوجود ((مقبول)) للقوات الأميركية في العراق –حسب تعبير جوست هيلترمان- ستكون هناك فرصة للأكراد كي يصلوا الى اتفاقات مفيدة ومتينة.

وكان الكرد في تاريخهم الحديث، يتأرجحون على الدوام بين الاستقرار وبين القتال ضد حكومة بغداد المركزية من أجل ضمان حقوق أقليتهم القومية، وهم بذلك يضربون أو يتراجعون الى ما وراء سلسلة جبال حمرين التي يعدّونها حدوداً لكردستان. وقد قادت ثورة 1958، وانقلاب 1968 حسب وصف الخبير الأميركي، ومن ثم الحرب الطويلة بين العراق وإيران 1980-1988، وغزو الكويت سنة 1990، إلى التفاوض على مصير كركوك. لكن المحادثات كانت تنهار على الدوام وتنقلب الى فوضى وهجمات وحشية أدت الى مقتل الآلاف من الكرد. وأدى انشقاق دموي كردي داخلي الى جعل الأمور أسوأ في كردستان خلال التسعينات.

إن الأكراد يزعمون الوجود المستمر في كركوك وينظرون إليه على أنه وجود حيوي بالنسبة للقوة الاقتصادية التي يسعون إليها، ومن أجل هذا يتزايد ضغطهم على الحكومة المركزية بهدف تهميش دورها من أجل ضمان إعلان دولتهم الكردية في المستقبل. ويؤكد الخبير أن تحالف الأكراد مع القوات الأميركية –الذي دعمه رفض تركيا عبور القوات الأميركية الى العراق- تركهم يقوون ويفرضون المزيد من السيطرة على كركوك بالذات، وفي الوقت نفسه يصقلون خلافاتهم الداخلية، ويعملون على إقرار دستور عراقي يعطيهم سلطة اعتراضية (فيتو) في عملية التشريع.

ولكن برغم قوة الأكراد السياسية في بغداد –يعتقد الخبير الأميركي في مجموعة الأزمة الدولية- فإن منزلة الأقلية التي يحتلها الكرد في العراق تمنعهم من أن يجبروا الآخرين على تطبيق القوانين التي يرغبون بها، كالمادة 140 من الدستور، والتي تعرض طريقاً رسمياً للسيطرة على كركوك.

وأوضح الخبير قوله: إن العرب في كركوك لم يرحلوا عنها (في إطار عملية تسمى التطبيع) والكثيرون من الكرد الذين غادروا كركوك لم يرجعوا إليها بسبب استمرار تدهور الأمن؛ ولم يجر حتى الآن إحصاء عام، أو استفتاء، وكل هذه الأشياء كان من المفروض أن تتم في شهر كانون الأول من العام الماضي. ولكن حكومة بغداد برعت في التذرع من أجل تأجيل كل ذلك، أما صورة كركوك الآن فهي حزينة، وتعيش ظروفاً اقتصادية متخلفة، وهي منقسمة على نفسها أيضا.

ويتركز الجدال الآن في البرلمان العراقي على الفيدرالية، وهل ستؤدي الى انقسام السلطة؟. وما هو حجم السلطة الذي يجب أن تتمتع به حقيقة الأقاليم في مقابل السلطات الفيدرالية الحكومية؟. وهل يجب السماح بنشوء أقاليم جديدة مثل كردستان؟. وإذا سمح بها، فكيف وكم هو عددها؟ ومن هو صاحب الحق في إدارة حقول النفط، الإقليم أم الحكومة المركزية؟ وكيف تُقسم موارد النفط؟. ويؤكد الخبير الأميركي أن تركيا، وسوريا، وإيران، تلاحظ ذلك وتحرّك حلفاءها في بغداد لمنع أي ((ميْل)) نحو التفضيلات الكردية.

وقال إن نتيجة كل هذه الصراعات، تؤدي الى إبقاء الحكومة المركزية في بغداد غير مستقرة، حيث يبدو التنافس والنزاع على أشده –في الأقل الآن- لتفضيل قرار على آخر وعدم الوصول الى تسوية معقولة. فبعض خرائط الكرد تعرض (وجوداً كردستانياً) يصل –عبر سوريا وتركيا- الى البحر الأبيض المتوسط، ولكن لا أحد من السياسيين الأكراد العراقيين يعتقد بأن هذا الأمر حقيقي.

وفقط بالاعتراف أنهم بحاجة الى الأمن طويل المدى، وعدم احتمالية سيطرتهم على كركوك بشكل حصري –يقول الخبير الأميركي-يمكن للأكراد بدلاً من كل هذه الفوضى أن يربحوا حق تطوير حقول الغاز والنفط في كردستان بموجب تشريع فيدرالي يسمح لهم بإدارة استثمارات أجنبية، وأيضا استعمال طريق التصدير من خلال تركيا.

وهم أيضا يمكن أن يضمنوا حدوداً إقليمية داخلية آمنة مع بغداد التي يمكن أن تضمن أيضا الحدود الآمنة مع الدول المجاورة. إن الفرصة سانحة كي يربح الأكراد إذا مضوا بهذا الاتجاه، لكن أحداً لا يستطيع التنبؤ بما يمكن أن يحدث إذا ما انسحبت القوات الأميركية من العراق عاجلاً أو أج

No comments: