ATRE NINEWEH

هزلت جدا / 1 : تصريحات الدوري / علاء اللامي

هزلت جدا / 1 : تصريحات الدوري : القاعدة انتحرت والصدريون متخلفون ونحن سننتصر هذا العام !
لقدْ هزُلتْ حتى بدا من هزالها ....كِلاها وحتى استامها كلُّ مفلسٍ

تصريحات عزة الدوري الأخيرة ، والتي بثتها الزبونة الجديدة " قناة العربية " تثير الكثير من العجاج والقليل من الأسئلة الملحة .
فالدوري تفطن متأخرا كما يبدو – ومَن يتفطن متأخرا خير و أكيَس ممن لن يتفطن أبدا – إلى وجود شيء اسمه "القاعدة " في بلاد الرافدين . ولكنه – أي الدوري – زعلان وأية زعلة ! ليس لأن هذا التنظيم التكفيري المهووس بالدماء البشرية ، والعراقية بخاصة ، ذبح المقاومة العراقية وحوَّل حاضنتها البشرية إلى مناقع للدماء وتلال للجماجم ، وتسبب في تشريد الملايين وموت مئات الآلاف من العراقيين ، جنبا إلى جانب الهمج المحتلين وأذنابهم الذين يتحملون المسؤولية الأولى دائما عن كل ماحدث للعراق وأهله ، وليس لأن هذا التنظيم – وباعتراف متأخر بعض الشيء مِن بعض مَن صفق له طويلا وراهن على خناجره عريضا لنيل مراده السياسي والطائفي – قد ألحق الخزي والعار بالعرب والمسلمين وسلب المقاومة العراقية اسمها ومشروعيتها وساحتها وجمهورها ، وليس لأنه قذف بهذا الجمهور - فيما بعد - وبمن فيه من عشائر وشيوخ وأحزاب وفصائل إلى أحضان الاحتلال الهمجي بعد أن حول حياة الجميع إلى جحيم " سكوب ملون " وبالحجم الطبيعي ، بل لأنه .. انتحر .. أو بعبارة الدوري " قدم نفسه على طبقة من ذهب لينتحر " والعبارة هنا ملتبسة ، فالدروي العبقري في النحو كما في أي شيء آخر " لا يريد " التمييز بين انتحر ونحر بفتح النون أو بضمها ..فهل القاعدة انتحرت ، أي قدمت نفسها على طبق من ذهب إلى جهنم ؟ أم إنها قدمت نفسها إلى الاحتلال على طبق من ذهب لينحرها ؟
على العموم ، ليطمئن السيد عزة الدوري : فكل الوقائع ، والدلائل ، والإشارات المتحولة تباعا إلى دلائل تقول بأن الاحتلال مازال بحاجة إلى مسوخ القاعدة ، وثمة في جراب الحاوي الاحتلالي الكثير من الأفاعي . كما أن هناك طرفا خطيرا آخر هو بحاجة ماسة إلى خدمات القاعدة ألا وهو التحالف "الكرشستاني " بقيادة الطالباني والبرزاني لتنظيف بعض المناطق في ديالى وتكريت وكركوك من العرب العراقيين ، وليست فضيحة تعاون نائب محافظ الموصل الديموقراطي نمره صفر "خسرو كوران " مع انتحاريي القاعدة إلا دليل مصغر على تلك الحاجة الماسة . لقد سارع المالكي إلى " طمطمة " هذه الفضيحة " نعني فضيحة كاكه خسرو " مقابل أن " يطمطم له الطالباني فضائح ألعن منها ، فهذا زمن ( طمطم لي وأطمطم لك .. ياعزيزي طمطوم !)
أما ما قاله الدوري بخصوص جيش المهدي ونعته للصدريين بالمتخلفين فهذا الكلام لا يمت بصلة إلى النقد البناء ، ولا إلى النقد الهدام والذي هو - في ملتي واعتقادي - خير أنواع النقد وأجداها في مواجهة عالم الزيف والترهات إنما هو ( وسوري للتعبير كما يقول المصريون ) مجرد ردح و ملخ وشتائم حزبية تعودنا عليها طوال أكثر 34 سنة والفاهم يفهم ينتهي قائله بقول عبارة هي والحق يقال ابتكار يسجل للدوري تقول : ( مع محبتي وتقديري لكل من ينازل الاحتلال على أرض العراق )أي كما يقول ربعنا ( طيحان حظ بنزاكه )
لقد انتظر حسنو النية من وطنيين هواة ومحترفين ، ومواطنين على باب الله ، ومراقبين محايدين أن يطل الدوري على الناس بلغة جديدة ، وخطاب مختلف ، يفارق بهما عنجهية وسذاجة أيام زمان ، فيقترب من شعبه عبر إدانة ذباحي القاعدة ، وتأكيده على ثوابت المقاومة الوطنية ، وتوجيه نقد حقيقي وعميق لتجربة الصدريين ولأوهامهم السياسية وأخطائهم الجسيمة وتفريطهم بدماء مقاتليهم ضد الاحتلال ، وردود أفعالهم الطائفية الدموية ضد أبناء شعبنا الأبرياء من جرائم القاعدة ، لا أن يبذل العهود والوعود بحسم الصراع مع الاحتلال هذا العام ... ولماذا هذا العام تحديدا يا طرزان زمانك ؟ وماذا كنت تفعل خلال خمسة أعوام أنت وملايين المقاتلين البعثيين والحِسبة على ذمة صلاح المختار ؟ ولماذا لم تقل حرفا واحدا عن هذا الشبح الذي اسمه القاعدة طوال هذه السنين الخمس العجاف ؟ وأخيرا ماذا ستفعل لو أنك فشلت في حسم الصراع خلال هذا العام ؟ هل ستؤجل الحسم إلى العام الذي سيليه ، أم إنك – و يا للهول - ستستقيل كما يفعل البشر الأسوياء في العالم الآخر .. أعني العالم النظيف ؟ أم تراك – و يا للكارثة - ستنتحر على طريقة الساموراي ؟
رجاء : الرجاء إخلاء القاعة من السيوف والرماح والقنادر في العام القادم ...!