Questions/Comments

Please direct all questions, comments and concerns to Nishra_Kooma@Yahoo.com

Thursday, April 10, 2008

المسيرة البنفسجية.. تأكيد للحقيقة وفضح لتخاذل وزيف المدعين





يعقوب يعقوب

أثبتت الحركة الديمقراطية الآشورية ـ زوعا خلال العقدين الماضيين مدى جماهيريتها وثقلها الشعبي على الصعيد القومي، فمنذ تأسيس الحركة ولحد اليوم كانت التنظيم السياسي القومي الأقرب إلى الجماهير ونبضات قلوبها، وقد أكدت الحركة ذلك في كل المحطات التي خاضتها، سواء تلك الرسمية أو القومية، وأبدت فيها جماهير شعبنا التفاعل الأكبر مع طروحات وتوجهات الحركة ـ زوعا، ودائماً كانت الجماهير السند الأقوى الذي وقف خلفها ودعمها وأظهر لها المساندة المستمرة، وفي كل تلك المحطات لم ترضخ الجماهير لأي ضغوطات أو أملاءات مورست ضدها من خارج البيت القومي أو من داخله.

واليوم تؤكد جماهير شعبنا مرة آخرى وفي المسيرة البنفسجية وقوفها خلف الحركة الديمقراطية الآشورية عندما دعت في الأول من نيسان إلى الأحتفاء بالعيد القومي " آكيتو " رأس السنة البابلية الآشورية الجديدة في دهوك ـ نوهدرا. هذا الزخم الجماهيري المدوي صدح بملئ الكلمة بأنه لن يتراجع عن مساندة كل فعل حقيقي وطبيعي نابع من الرحم القومي. وبالرغم من الزحمة وكثرة العناوين واليافطات التي تدعي العمل القومي فأن شعبنا لا تضيع عليه وجهته، فهي لديه واضحة ومعلومة مهما أسودت الغيوم وعلا الغبار، فحقيقة الأمور في جوهرها وليس في القشور.

الأبعاد والمضامين القومية التي جسدتها المسيرة البنفسجية واضحة ولا تحتاج لفهمها التفصيل في الشرح والأطالة في الأنشاء، لقد كانت الحقيقة مشرقة في أول يوم نيساني، مناسبة قومية تحمل في طياتها العمق الحضاري والتاريخي لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري، حضارة هي مفخرة للوطن وللعالم، وشعبنا الوريث الأصيل لها هو الأولى بالأحتفاء بها في وقت ضاعت فيه أسس المواطنة الحقة وتهدمت علاقات التأخي والتعايش بين أطياف الشعب العراقي.

البعد القومي في هذا الحدث الشعبي الكبير تمحور في الرسالة التي أوصلتها الجماهير، وهي قدرة شعبنا في قول كلمته رغم الضغوطات ومحاولات مصادرة الإرادة ووصول الأمور إلى دعوة الناس من قبل بعض رجال الدين في الكنائس بعدم المشاركة في المسيرة، وتهديدهم من آخرين يدعون العمل القومي بقطع أرزاقهم ورواتبهم وفصلهم من أعمالهم ووظائفهم ( جماعة المجلس الشعبي )، وقد كشف ذلك عمق الظغينة التي يكنها البعض لكل فعل قومي خارج دائرة التبعية، والمواقف التي أتخذها هذا البعض من المسيرة تفضح عدائهم السافر للحركة ـ زوعا ومدى أنغماسهم في معادات شعبهم وقضيته. وفي النقيض من ذلك أكد موقف الجماهير في الأول من نيسان مدى أعتزاز شعبنا بإرادته وحريته وقدرته على المواجهة وعدم التنازل عن حقوقه ومساندته لطليعته السياسية. جماهير شعبنا لم تستمع إلى دعوات مقاطعة المسيرة ولم ترضخ للتهديدات، ووضعت أؤلائك الذين يدعون تمثيل شعبنا في مجالسهم الشعبية أمام ضوء الحقيقة الساطع وكشفت زيف أدعائهم ومدى خواء رصيدهم وتأييدهم بين الجماهير، وفقدانهم حتى الأحترام بين موظفيهم وبين أبسط الناس. ببساطة هذه هي المضامين والأبعاد القومية التي صدحت بها جماهير مسيرة آكيتو. أمور بسيطة، مفهومة وواضحة تضمنتها رسالة الشعب في الأول من نيسان، ومهما أطنب أصحاب الأقلام المتلونة في التشويش عليها ومحاولة تظليل الناس كما هو عهدهم، فستبقى تشع وتنشر الحقيقة في كل مكان، فالشمس لا تحجب بالغربال ولا الحقيقة يمكن تغطيتها ببرقع مهلهل ومثقوب. ونقول لأولائك الذين أنغمسوا في مخططات الأخرين ضد شعبهم، عودوا إلى رشدكم، فحساب الشعب سيكون عسيراً والتاريخ لا يرحم من وقف ضد مصالح شعبه وأصبح جسراً لتمرير المخططات الشريرة.

No comments: